أمريكا تهدد الجنائية الدولية وتقول آن المحكمة بُنيت من أجل أفريقيا والسفاحين مثل بوتين
كشف المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، تعرضه لتهديدات على ضوء طلبه إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.
وفي رده على التهديدات التي تلقاها من 12 نائبا من الحزب الجمهوري٬ قال كريم خان في مقابلة أجراها مع شبكة "سي أن أن" الأمريكية: "تحدث معي بعض الساسة وكانوا صريحين للغاية وقالوا: "هذه المحكمة بنيت من أجل أفريقيا ومن أجل السفاحين مثل بوتين"، هذا ما قاله لي أحد كبار الساسة".
يذكر أن موقع "تتبع إيباك " (AIPAC Tracker) ، قد أكد في وقت سابق٬ تلقي الأعضاء الـ12 في مجلس الشيوخ الأمريكي الذين أرسلوا رسالة تهديد إلى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، مبلغ 6.8 ملايين دولار من لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية (إيباك) واللوبي الإسرائيلي.
وتابع خان: لن تثنينا التهديدات أو أي أنشطة أخرى لأنه في النهاية، علينا أن نفي بمسؤولياتنا كمدعين عامين، كرجال ونساء في المكتب، كقضاة، وكسجل لشيء أكبر من أنفسنا، وهو الإخلاص للعدالة.
وأضاف المدعي العام: نحن لا ننظر للأمر بهذه الطريقة، فهذه المحكمة هي إرث نورمبرغ. هذه المحكمة هي إدانة للجانب المؤسف من الإنسانية، هذه المحكمة يجب أن تكون انتصارا للقانون على السلطة والقوة الغاشمة.
وقال: لن نتأثر بالأنواع المختلفة من التهديدات، بعضها عام والبعض الآخر ربما لا يكون كذلك". من جهة أخرى اعتبر خان أن "القانون المطبق في أراضي إسرائيل، لا يبدو أنه يطبق بقوة أو إخلاص في الأراضي المحتلة أو في غزة ولهذا السبب علينا أن نمضي قدما.
وقد أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان أمس الاثنين أنه قدّم طلبات إلى المحكمة لاستصدار أوامر اعتقال بتهم ارتكاب جرائم حرب، وإبادة ضد الإنسانية، فيما يتعلق بالحرب على غزة.
وقال خان إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير حربه يوآف غالانت، يتحملان المسؤولية عن الجرائم ضد الإنسانية في غزة؛ وأضاف أن الأدلة خلصت إلى أن مسؤولين إسرائيليين حرموا بشكل ممنهج فلسطينيين من أساسيات الحياة، وأن نتنياهو وغالانت متواطئان في التسبب في المعاناة وتجويع المدنيين في غزة.
وأشار إلى أنه استنادا إلى الأدلة التي جمعها مكتبي وفحصها، لدي أسباب معقولة للاعتقاد أن نتنياهو وغالانت، يتحملان المسؤولية الجنائية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتُكبت على أراضي دولة فلسطين اعتبارا من الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على الأقل.
وفي المقابل، قال خان إن هناك أسبابا معقولة للاعتقاد أن كلا من قائد حماس في غزة يحيى السنوار٬ والقائد العام لكتائب القسام "محمد الضيف"، ورئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، مسؤولون عن "ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في إسرائيل"، حسب وصفه.
ردود فعل دولية متباينة
وقد تباينت ردود الفعل الدولية بعد إصدار قرار المحكمة الجنائية الدولية٬ بين المؤيد لتلك القرارات والمطالب الإنصياع للقانون الدولي٬ وبين الرافض لها والتي يرى أنها تساوي بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.
وفي رده علي خطوة المحكمة قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الثلاثاء، إن المحكمة وُجدت "لتأخذ العدالة مجراها"، مشددا على وجوب أن "يحترم الجميع قراراتها". وأكد دعم بلاده لقرارات المحكمة الجنائية الدولية التي طلب مدعيها العام إصدار مذكرات توقيف بحق قادة إسرائيليين، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إضافة إلى قادة من حركة حماس.
الاتحاد الأوروبي
قال مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في منشور عبر صفحته الرسمية بمنصة إكس، إن المحكمة الجنائية الدولية، باعتبارها مؤسسة دولية مستقلة، تتمتع بولاية التحقيق في الجرائم الأكثر خطورة، بموجب القانون الدولي، مؤكدًا أن الدول المصدقة على نظامها الأساسي ملزمة بتنفيذ قراراتها.
ألمانيا
بينما انتقدت ألمانيا طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر توقيف بحق قادة الاحتلال. وقالت الخارجية الألمانية في بيان، أمس الاثنين، إن "طلب إصدار مذكرات التوقيف بالتزامن بحق قادة في حماس من جهة وبحق مسؤولين إسرائيليين من جهة أخرى أعطى انطباعا بوجود معادلة خاطئة".
النمسا
فقد قال المستشار النمساوي كارل نيهامر: "إننا نحترم استقلال المحكمة الجنائية الدولية احتراما كاملا. غير أن حقيقة ذكر زعيم منظمة حماس الإرهابية، التي هدفها المعلن هو القضاء على دولة إسرائيل، في نفس الوقت الذي يذكر فيه الممثلون المنتخبون ديمقراطيا لتلك الدولة ذاتها، أمر لا يمكن فهمه".
بلجيكا
قالت وزيرة الخارجية البلجيكية حجة لحبيب، أمس الاثنين، إن طلب مدعي عام الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات توقيف بحق المسؤولين عن جرائم الحرب في فلسطين “خطوة مهمة للتحقيق في الوضع”. وأضافت لحبيب في بيان نشرته على منصة إكس، أن مكافحة الإفلات من العقاب أينما وقعت الجرائم هي أولوية بالنسبة لبلجيكا.
وأعربت عن دعم بلادها عمل المحكمة الجنائية الدولية.
بريطانيا
فقد قال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك: إن قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية طلب إصدار أمر باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير مفيد.
وأضاف المتحدث، أن هذا الإجراء لا يساعد في تحقيق وقف القتال أو إخراج الرهائن أو إدخال المساعدات الإنسانية.
النرويج
قال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، الثلاثاء، إن حكومة النرويج ملزمة باعتقال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا زار المملكة بعد صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية.
إيطاليا
قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، أمس الاثنين، إن المساواة بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس "غير مقبول".
وأضاف: يبدو لي أمرا غريبا حقا، وأود أن أقول غير مقبول، مساواة حكومة منتخبة بشكل شرعي من قبل الشعب في دولة ديمقراطية مع منظمة إرهابية هي سبب كل ما يحدث في الشرق الأوسط.
فرنسا
قالت وزارة الخارجية الفرنسية، إنها تدعم المحكمة الجنائية الدولية، واستقلالها، في مكافحة الإفلات من العقاب في جميع الأحوال. وأشار البيان إلى أنه فيما يتعلق بالاحتلال، سيكون الأمر متروكا للدائرة التمهيدية للمحكمة، للبت في إصدار مذكرات الاعتقال هذه، بعد فحص الأدلة التي قدمها المدعي العام لدعم اتهاماته، مع مراعاة مبدأ التكامل والفعل.
الصين
قال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ونبين، نأمل أن تحافظ المحكمة الجنائية الدولية على موقعها الموضوعي وغير المنحاز وتمارس صلاحياتها تماشيا مع القانون، داعيين لوضع حد لـ العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.
وأشار وانغ إلى أن الصين لطالما وقفت إلى جانب العدالة والقانون الدولي في ما يخص القضية الفلسطينية”، مضيفا أن بكين تدعم المساعي الرامية للتوصل إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.
التعليقات
اضافة تعليق