الشعب الأردني يواصل ابتكارات التضامن مع غزة
تناول الحلويات في سحاب لكن وليمة الغداء في قلب غزة، تلك كانت العبارة التي ألهبت الابتكارات وسط العائلات الأردنية في البحث عن “وسائل جديدة” للتضامن الدائم مع أهل قطاع غزة.
العبارة وردت في بطاقة الدعوة لعرس يخص عائلتين في بلدة سحاب شرقي العاصمة عمان وفيها تأكيد مباشرة على “تبديل اجتماعي غير مألوف” في شكل وأولويات المراسم وفقا لمعيار طوفان الأقصى.
أهل العرس وضعوا بوضوح في بطاقة الدعوة الكلمات التي تشير لعدم وجود “وليمة طعام” تقليدية هذه المرة بمناسبة العرس والمدعوين يعلمون مسبقا بأن طقوس الاحتفال بالعرس ستكون بالحضور مساء ليلة الأربعاء لـ”سهرة الشباب” ثم تناول “الحلويات” في اليوم التالي أما ظهيرة الجمعة فمناسف العريس تستبدل بوليمة تقام في قلب قطاع غزة.
طبعا المقصود تأسيس تقليد يبتكر كل الممكن من اقتراحات للتضامن نقديا مع أهل قطاع غزة في دلالة على استيطان أحداث غزة في قلوب وعقول الأردنيين وفي كل محافظاتهم.
في ترتيبات عرس سحاب أجريت كل الترتيبات التي تضمن إقامة مأدبة في مدينة غزة وسط القطاع للحفاظ على المصداقية لا بل تم تحويل الأموال عبر نافذة قانونية.
وتضحية أهل العرس هنا مضاعفة لأن تكلفة سعر اللحوم في غزة هذه الأيام أعلى بـ6 أضعاف منها في عمان، خلافا إلى أن العريس يفقد ميزة “النقوط” وهو البدل المالي الذي يتداوله الأردنيون في الأعراس للعريسيين ويتم دفعه حصرا في يوم الجمعة حيث تقام مأدبة المناسف.
حصل ذلك في مدينة سحاب شرقي عمان، لكن حصل مثله أيضا في مدينة الكرك جنوبي البلاد، حيث تبرعت عائلة عريس بتكلفة مأدبة المناسف المعتادة لـ”أهلنا في قطاع غزة” وفقا لما ورد على منصة إلكترونية تمثل شباب الكرك.
سرعان ما سيتحول طقس عرس سحاب إلى موجة عابرة للمكونات الاجتماعية فقبل ذلك في حي الطفايلة الفقير في العاصمة عمان فاجأت سيدة عجوز لجنة تجمع التبرعات من أجل حليب الأطفال في جباليا حصرا بأن أحضرت مصاغها الذهبي القديم للتبرع به مع مصاغ زوجة ولدها.
وقبل ذلك أيضا تبرعت عشيرة جنوبي الأردن بكلفة مراسم تقبل التعازي بفقيد لها واقتصار العزاء على “يوم واحد” فقط بدلا من 3 أيام وبدون تقديم الطعام والتبرع بالكلفة إلى تلك اللجان التي تجمع التبرعات من أجل أهل غزة.
يبحث الأردنيون بحماس كبير طوال الوقت عن “ابتكارات” تظهر أن غزة وما يحصل فيها هاجسهم الأساسي.
التعليقات
اضافة تعليق