image

  • الرئيسية
  • هل يجر ترامب قدم إسرائيل لمواجهة تهديد سوري برعايته؟
image
اخبار عالمية / السبت 31 مايو 2025

هل يجر ترامب قدم إسرائيل لمواجهة تهديد سوري برعايته؟

قرار الرئيس ترامب رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا والاعتراف بنظام أحمد حسين الشرع (أبو محمد الجولاني) يضع أمام إسرائيل تحديات جدية للمديين القصير والبعيد. في المدى القصير، هذا يعني أن واشنطن تؤيد حاكماً يهدد حلفاءنا، الدروز. في المدى البعيد، وبشكل أخطر، عناق أمريكا لدمشق قد ينشئ ضغطاً على إسرائيل للتنازل عن هضبة الجولان.

الجولان في أيدينا منذ 60 سنة. ضمها مناحيم بيغن في العام 1981 واعترف الرئيس ترامب بالسيادة الإسرائيلية عليه في العام 2019. الجولان جزء لا يتجزأ من بلاد إسرائيل، غني بمواقع يهودية تاريخية، بما في ذلك ثلث إجمالي الكنس القديمة التي انكشفت. رغم هذا، يعيش فيه حتى اليوم أكثر بقليل من 25 ألف مواطن إسرائيلي. فشل حكومات إسرائيل في زيادة هذا العدد – وجعل الجولان جزءاً لا يتجزأ من إسرائيل – أدى إلى محاولات متكررة بالضغط على إسرائيل بالتنازل عن الجولان مقابل السلام مع سوريا.

زال هذا الخطر بعد آذار 2011 مع نشوب الحرب الأهلية في سوريا. التهديد بانتقال هذه المواجهة إلى إسرائيل والأردن والخليج أوضح بأن الجولان يجب أن يبقى بيد إسرائيل. لقد كانت هذه هي النقطة التي شددت عليها في مباحثاتي في البيت الأبيض وفي جهودي – الناجحة في نهاية الأمر – لتحقيق اعتراف أمريكي بسيادتنا.

لكني عرفت بأنه في موعد ما ستنتهي الحرب الأهلية وسيستأنف الضغط على إسرائيل بالتنازل عن الجولان. لهذا الغرض، أقمت في الكنيست مجموعة ضغط لتنمية الجولان. وكان هدفها الارتفاع إلى مستوى 10 آلاف إسرائيلي كل سنة على مدى عشر سنين. وتوفير البنى التحتية، والمواصلات وأماكن العمل لهم.

للأسف، لم تلق المبادرة أكثر من ضريبة كلامية من الحكومة. أعلن نتنياهو بالفعل عن إقامة “رمات ترامب” في 2019، لكن بعد ست سنوات من ذلك، بقي عدد سكانها قليلاً. تعهد رئيس الوزراء بينيت بمضاعفة عدد سكان الجولان بأربعة أضعاف في عهده، لكن حكومته لم تصمد. اليوم، يتحدث الرئيس ترامب عن تجنيد سوريا لاتفاق إبراهيم. وسيكون هذا بالتأكيد تطوراً مباركاً، لكن من شبه المؤكد أن له ثمناً.

نعرف من التاريخ، ابتداء من المستوطنات الصهيونية التي أقيمت في النقب قبل قرار التقسيم للأمم المتحدة، بأن الأماكن التي يسكنها إسرائيليون ستبقى جزءاً من إسرائيل. لا يمكن أن نعرف اليوم إذا كانت سوريا ستقع مجدداً في الفوضى، أم إذا كان الشرع سيصمد ويسعى لصنع السلام. مهما يكن من أمر، إسرائيل ملزمة بالعمل الآن بشكل قاطع: في ظل النظر في السيناريوهات المختلفة لليوم التالي في غزة، علينا أن تنفيذ الخطوة المسؤولة الوحيدة لجعل هضبة الجولان كلها لنا إلى الأبد.

التعليقات

اضافة تعليق