احتجاجات ضد معلق جزائري وصف المغرب بـ تايلاند أفريقيا.. يقصد انتشار الدعارة
حاولت القناة الفرنسية “آر إم سي” احتواء الضجة التي خلقتها “تصريحات صادمة”، أطلقها المعلق الفرنسي ـ الجزائري مهدي غزار تجاه المغرب، فسارعت إلى الاستغناء عنه من المشاركة في أحد برامجها الحوارية.
وكان المعلق وهو رجل أعمال في الأصل تهجم على المغرب، خلال مروره في برنامج على قناة جزائرية، مما أثار سخطا عارما في الأوساط المغربية، عبّرت عنه منصات التواصل الاجتماعي المختلفة. ووصل الجدل حتى إلى فرنسا، حيث يعمل المهدي غزار في مجالي الإعلام والمقاولات.
كما دخل “نادي المحامين” المغاربة على الخط، فوجه رسالة إلى النائب العام في باريس، يعلن فيها عزمه مقاضاة الإعلامي الجزائري المذكور، بسبب التصريحات التي وصفها النادي بأنها “تشهيرية وتحريضية”، مشيرة إلى أنها بُثّت على نطاق واسع، بشكل لا يضر بصورة وكرامة المملكة المغربية فحسب، بل تحرّض أيضا على الكراهية العنصرية والتمييز.
وربط مراقبون بين تصريحات غزار وقرب موعد الانتخابات الرئاسية في الجزائر، حيث تعتبر ورقة المغرب أساسية في الصراع الانتخابي، من جهة موضوع التطبيع مع إسرائيل، وكذا من جهة النزاع على الصحراء، حيث تؤكد الجزائر مساندتها المطلقة لجبهة “البوليساريو” المطالبة بالانفصال. فيما اختارت فرنسا في الآونة الأخيرة تأييدها لخطة الحكم الذاتي في الصحراء التي يقترحها المغرب “حلا وحيدا ونهائيا” للنزاع.
وأوضحت رسالة “نادي المحامين المغاربة” أن المهدي غزار أدلى بكلام مغلوط في سياق الحديث عن الصراع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، حيث قال “لا يحق للشعب المغربي أن يعبّر عن استيائه وتضامنه مع سكان غزة”، وعزا ذلك إلى وجود ما اعتبره مرسوما ملكية يقف وراءه المستشار أندريه أزلاي.
وبخلاف ذلك، يخرج المغاربة يوميا تقريبا في مسيرات تضامنية مع فلسطين دون أن يتعرضوا للمنع أو القمع. كما تعبر الأحزاب والنقابات والهيئات المهنية عن مواقفها المؤيدة للحق الفلسطيني بكل حرية، وفق إفادات الصحافة المحلية والأجنبية.
وواصل مهدي غزار اتهاماته للمغرب “التي لا أساس لها من الصحة”، مثلما أوردت رسالة المحامين المغاربة، حيث ألصق به أوصاف “كازينوهات القمار” و”الجنس” و”المخدرات” و”الدعارة” و”الاستغلال الجنسي للأطفال”، لدرجة أنه وصف المغرب بـ تايلاند أفريقيا.
وشكلت التصريحات موضوع نقاش في وسائل إعلام فرنسية، بينها في برنامج حواري على قناة “سي نيوز” الفرنسية، حيث ربط الإعلامي مارك مونان بما ردده المهدي غزار والحملة الانتخابية للرئاسيات في الجزائر، وكذلك بالصراع المستمر بين المغرب والجزائر منذ سنوات حول الصحراء الغربية، حيث أعلنت فرنسا تأييدها للإدارة المغربية للإقليم المتنازع عليه مع “البوليساريو”، مما أثار غضب الجزائر وسحبت سفيرها من باريس.
واستطرد الإعلامي الفرنسي قائلا إن المهدي غزار: يجد نفسه في وطنه الأصلي وسط حكومة تحاول التأكيد على وجودها الاقتصادي، الذي وصفه الرئيس الجزائري بأنه ثالث أقوى اقتصاد في العالم. لكن عندما يتحدث بحرية في فرنسا، يكون الوضع مختلفًا تمامًا. ويعتبر المغرب دولة غير مسلمة حقيقة، مدعيا أنها تقاد من قبل الصهاينة، ومتهماً أندريه أزولاي، مستشار العاهل المغربي، بأنه جزء من مؤامرة صهيونية، وأوضح الصحافي الفرنسي مارك مونان أن أزولاي يؤكد أن على إسرائيل السماح للفلسطينيين بإقامة دولة عاصمتها القدس، والعودة إلى حدود 1967.
وأعرب عن أسفه كون مهدي غزار، الذي كان رمزًا للنجاح والعقلانية ـ على حد تعبيره ـ قد خسر في دقائق قليلة كل ما بناه على مر السنين من سمعة جيدة بعد هذه التصريحات.
وبعد الضجة الكبيرة، قام مهدي غزار ببث فيديو كرر فيه تقديم “الاعتذار للشعب المغربي” ، وقال: إن كلامه تعرض للاجتزاء.
التعليقات
اضافة تعليق