المعارضة السورية تنشر قوات النخبة لتأمين دمشق
دفعت المعارضة السورية المسلحة بقوات إلى دمشق لتأمينها، وذلك بعد ساعات من إعلانها إسقاط نظام بشار الأسد، بينما تتواصل الاحتفالات في المدن السورية بهذا الحدث.
وقال مراسل الجزيرة إن رتلا كبيرا من قوات إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة دخل العاصمة دمشق لتأمينها، مضيفا أن الرتل يضم قوات النخبة وقوات حفظ النظام.
وأضاف المراسل أن أوامر صدرت من القائد في إدارة العمليات أحمد الشرع (الجولاني) بتأمين كل المنشآت الحيوية وفرض الأمن في دمشق.
وجاء هذا التطور بينما وصل الجولاني إلى دمشق.
وكانت إدارة العمليات العسكرية أعلنت عن حظر تجول في العاصمة يبدأ من الرابعة عصر اليوم الأحد حتى الخامسة من فجر غد الاثنين.
ويأتي إعلان حظر التجول بينما تسعى المعارضة لبسط الأمن في دمشق عقب انهيار النظام وتفكك أجهزته الأمنية.
وكانت عدة مناطق في دمشق شهدت صباح اليوم إطلاق نار، وأفادت تقارير بوقوع اختلالات أمنية محدودة شملت حرق مقر أمني وقاعة استقبال في القصر الرئاسي.
وفي وقت سابق، أفادت تقارير إعلامية بأن المعارضة ستنشر وحدات من الشرطة لتأمين العاصمة.
وتعهدت قيادة المعارضة بتأمين العاصمة والمدن الأخرى التي سيطرت عليها، وحذرت من المساس بالمؤسسات العامة والممتلكات الخاصة.
وبعد 10 أيام من بدء عملية "ردع العدوان" التي أطلقتها هيئة تحرير الشام وفصائل من الجيش الوطني باتجاه مدن حلب وحماة وحمص، نجح مقاتلو المعارضة في دخول دمشق بعد أن أطبقوا عليها من عدة جهات مما أدى لفرار الأسد وانهيار قواته.
السيطرة على دمشق
أعلنت إدارة العمليات العسكرية أن الأسد هرب، كما أعلنت أن "مدينة دمشق أصبحت حرة"، وذلك بعيد دخول مقاتليها العاصمة تتويجا لسلسلة من الانتصارات الخاطفة التي حققتها في الأيام الماضية.
وبينما كانت التقارير تفيد بفرار بشار الأسد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة، كان مقاتلو المعارضة يبثون بيانا عبر التلفزيون الرسمي يعلنون فيه انتصار الثورة وسقوط النظام.
كما دخل المقاتلون القصر الجمهوري ومنزل الأسد في حي المالكي الراقي.
وكانت القوات الموالية للنظام السابق قد انسحبت من المواقع السيادية والأمنية في العاصمة والمواقع العسكرية الرئيسية في محيطها، في حين أكدت مواقع سورية توقف جميع الرحلات في مطار دمشق الدولي وإخلاءه من العاملين.
وأفادت تقارير إعلامية بأن كثيرين من جنود الجيش السوري غادروا مواقعهم العسكرية وتركوا المقرات دون أي حماية. ومن أبرز المواقع التي أخليت مقرات الاستخبارات العسكرية ومبنى قيادة الأركان في ساحة الأمويين.
احتفالات بسقوط النظام
وشهدت الساحات الرئيسية في دمشق، بما فيها ساحتا الأمويين والعباسيين، احتفالات بانهيار نظام بشار الأسد.
وارتفعت أصوات الرصاص في عموم العاصمة وعلى مداخلها وكافة محاورها احتفالا بإنهاء 61 عاما من حكم حزب البعث.
واحتضنت ساحة الأمويين في وسط دمشق جزءا من هذه الاحتفالات التي امتدت أيضا إلى محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون بالتزامن مع فرار قوات الجيش والأمن من مقرات عدة أبرزها قيادة الأركان ووزارة الدفاع بالعاصمة.
وقال عدد من سكان دمشق إن الشوارع أخليت من عناصر القوات الحكومية وإن احتفالات تجري في الكثير من مناطق العاصمة ابتهاجا بسقوط النظام بعد أنباء عن مغادرة بشار الأسد.
وشهدت معظم المدن السورية الأخرى، بما فيها حماة وحلب وحمص التي سيطرت عليها المعارضة في الأيام القليلة الماضية، احتفالات مماثلة.
وامتدت الاحتفالات إلى عدد من مدن الساحل السوري ومنها اللاذقية التي كانت توصف بأنها معقل للنظام، وكذلك إلى مدن خاضعة لسيطرة ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية مثل الرقة.
تحرير المعتقلين
وفي طريقهم إلى قلب العاصمة، حرر مقاتلو المعارضة مئات المعتقلين من سجن صيدنايا العسكري بريف دمشق.
وكان من بين المعتقلين الذين جرى تحريرهم نساء وأطفال.
والعديد ممن خرجوا من هذا السجن اعتقلوا خلال الاحتجاجات التي اندلعت في سوريا في مارس/آذار 2011.
وشهد سجن صدنايا العسكري في السنوات الماضية انتهاكات واسعة بحق معتقلي الرأي شملت التعذيب حتى الموت والإعدام، بحسب المعارضة السورية ومنظمات دولية.
وكانت المعارضة المسلحة حررت آلاف المعتقلين من سجون حلب وحماة وحمص.
التعليقات
اضافة تعليق