جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن هدنة تكتيكية جنوب غزة بعد إقراره بمقتل 11 من جنوده
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الأحد أنه سيلزم “هدنة تكتيكية في الأنشطة العسكرية” يومياً في قسم من جنوب قطاع غزة خلال ساعات محددة من النهار للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر والذي تهدّده المجاعة بعد ثمانية أشهر من الحرب.
وجاء الإعلان عن هذا القرار غداة إقرار جيش الاحتلال بمقتل 11 من جنوده في القطاع، ثمانية منهم في انفجار قنبلة.
و بحسب وكالة “فرانس برس” قال جيش الاحتلال في بيان إنّ “هدنة تكتيكية محلية في الأنشطة العسكرية لأهداف إنسانية ستطبق من الساعة 8,00 إلى الساعة 19,00 كل يوم وحتّى إشعار آخر” انطلاقاً من معبر كرم أبو سالم وحتى طريق صلاح الدين ومن ثم شمالا.
وأضاف أنّه تمّ اتخاذ هذا القرار في سياق الجهود “لزيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة”، إثر محادثات مع الأمم المتحدة ومنظمات أخرى.
غير أنّ جيش الاحتلال أوضح في بيان لاحق أنّه “لا يوجد وقف للأعمال القتالية في جنوب قطاع غزة”، مضيفاً أنّ العمليات العسكرية “في رفح مستمرّة”. وأشار إلى أنّه “لم يطرأ أيّ تغيير على إدخال البضائع إلى قطاع غزة”، موضحاً أنّ المحور الذي تدخل عبره البضائع سيكون مفتوحاً خلال النهار بالتنسيق مع المنظمات الدولية، لنقل المساعدات الإنسانية فقط.
وتعليقا على ذلك، قال وزير الأمن القومي اليميني المتطرّف إيتمار بن غفير عبر منصة “إكس”، إنّ “الذي اتخذ قراراً بشأن هدنة تكتيكية لنقل (مساعدات) إنسانية، خصوصاً في وقت يسقط خيرة جنودنا، هو (شخص) شرير وأحمق لا ينبغي أن يستمرّ في منصبه”. وأضاف حان الوقت لوقف هذا النهج المجنون والواهم والذي لا يجلب لنا سوى مزيد من القتلى.
وتؤكد الأمم المتحدة أنّ المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، يصعب نقلها وتوزيعها على السكان الذي يفتقرون إلى الماء والغذاء والدواء، بسبب القصف والقتال.
من جهته، أفاد مراسل وكالة فرانس برس بأنّه منذ الساعة الخامسة فجراً لم تُنفّذ أيّ غارة جوية أو عملية قصف أو قتال في وسط قطاع غزة وفي أجزاء أخرى منه.
ومنذ بدء دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة من مصر عبر معبر كرم أبو سالم، وصلت كمية قليلة من المساعدات، حسبما أفاد ماثيو هولينغورث مدير برنامج الأغذية العالمية في الأراضي الفلسطينية.
وشدّد على أنّ “هذا يجب أن يتحوّل إلى نهر من المساعدات إذا أردنا ضمان ألا نرى أشكال الجوع الأكثر حدّة تصبح أكثر انتشارا”، داعياً إلى فتح الممرّات الجنوبية بالكامل.
وفي السياق، رحبت الأمم المتحدة بإعلان إسرائيل الأحد هدنة يومية في العمليات العسكرية في جنوب قطاع غزة، مع مطالبتها بأن “يؤدي ذلك إلى إجراءات ملموسة أخرى” لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وفق ما صرح متحدث في جنيف لوكالة فرانس برس.
وقال ينس ليرك المتحدث باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (اوتشا) “نرحب بهذا الإعلان، ولكن بالتأكيد، لم يترجم هذا الأمر حتى الآن بمزيد من المساعدة للسكان المحتاجين” إليها.
أضاف ليرك في رسالة تلقتها وكالة فرانس برس عبر البريد الإلكتروني نأمل أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الخطوات الملموسة من جانب إسرائيل لحل المشاكل القائمة منذ فترة طويلة والتي تمنع استجابة إنسانية ملحوظة في غزة.
وأشار إلى الظروف الصعبة للغاية التي يعيش فيها سكان قطاع غزة المحاصر والذي لم يتلق مساعدات إنسانية كافية منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وأكد المتحدث أنه ينبغي تسهيل العمليات الإنسانية في غزة بشكل كامل وإزالة جميع العقبات. ويجب أن نكون قادرين على ايصال المساعدات بسلام إلى جميع أنحاء غزة.
وتدعو الأمم المتحدة إلى جعل التحركات الإنسانية منظورة وتسريعها وتشغيل الطرق. كما تطلب بالسماح بدخول الوقود بشكل منتظم، وتوفير أجهزة الاتصالات والمعدات اللوجستية اللازمة، وهو ما ترفضه السلطات الإسرائيلية منذ فترة طويلة.
وأشار المتحدث إلى أنه “يجب، في المقام الأول، معالجة مسألة سيادة القانون على الفور”، معتبراً أن اليأس وندرة المساعدات تسببا في انهيار شبه كامل للنظام العام.
وبينما يحتفل المسلمون في العالم بعيد الأضحي، يعاني الفلسطينيون في غزة نقصا حادا في المواد الأساسية.
ويشهد القطاع المحاصر من قبل إسرائيل أزمة إنسانية كبيرة، فقد شرّدت الحرب 75 في المئة من سكّانه البالغ عددهم حوالى 2,4 مليون نسمة، وبات هؤلاء مهدّدين بالمجاعة وفقاً للأمم المتحدة.
واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل ثمانية من عناصره السبت في رفح (جنوب)، موضحاً أنّ العربة المدرّعة التي كانوا يستقلّونها “أُصيبت بانفجار قنبلة”. وأضاف أنّها كانت تحمل مواد متفجّرة.
وفي وقت لاحق، أعلن مقتل اثنين من عناصره في شمال قطاع غزة، مشيراً إلى أنّ عنصراً آخر توفي متأثّراً بجروح أُصيب بها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن “الأمة الإسرائيلية بكاملها تحتضن العائلات العزيزة في هذه اللحظة الصعبة”، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
وأضاف أنه “رغم الكلفة الباهظة” يجب “التمسك بأهداف الحرب”، مشيراً خصوصاً إلى تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية وإعادة الرهائن.
و تتلاشى الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بناء على الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أسبوعين.
ويتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (المتهم بجرائم حرب) قريباً إلى واشنطن بناء على دعوة من نظيره الأميركي لويد أوستن، لبحث الحرب في غزة، حسبما أفاد البنتاغون.
التعليقات
اضافة تعليق