كتائب القسام أجرت تحديثا رائعا لإدارة المعركة في غزة
قال الخبير العكسري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أجرت تحديثا رائعا على إدارة المعركة في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال تحليل للمشهد العسكري في القطاع، علق فيه على ما أعلنته القسام من استهدافها بكمين مركب عددا من آليات العدو جنوب شرق حي الزيتون بمدينة غزة وإيقاعها أفراد قوة لجيش الاحتلال بين قتيل وجريح عند تقدمهم لمنزل مفخخ بالحي.
وأقر الجيش الإسرائيلي بمقتل جندي وإصابة 12 بجروح في معارك وسط قطاع غزة، بعد ساعات من إعلان فصائل المقاومة أنها أوقعت جنودا إسرائيليين قتلى وجرحى في محيط حي الزيتون.
وأوضح الدويري أن هناك توجهًا إسرائيليًا لتوسيع محور نتساريم ليصل عرضه إلى 4 كيلومترات، مما يعني السيطرة على 28 كيلومترًا، إضافة إلى السيطرة على معبر رفح، مما يتيح السيطرة على 56 كيلومترًا من القطاع إضافة إلى المنطقة العازلة، وكأن الاحتلال يسعى للسيطرة على نصف مساحة القطاع.
ويوضح الدويري أن جيش الاحتلال يريد تأمين 4 مواقع رئيسية في نتساريم، حيث يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إبقاء هذه المنطقة تحت السيطرة لقطع الاتصال بين شمال القطاع ووسطه وجنوبه بشكل كامل.
ويلفت الخبير العسكري إلى أن هذه الإستراتيجية تأتي ضمن خطة تدمير ممنهج للمباني الملاصقة لهذا المحور منذ أشهر، بهدف تأمينه وتنفيذ عمليات مداهمة تستند إلى معلومات استخبارية حول أنفاق، رهائن، أو قادة المقاومة.
عملية مشتركة
ويشير الدويري إلى أن ما جرى في حي الزيتون كان عملية مشتركة بين المداهمة والتدمير الممنهج لتوسيع ممر نتساريم، فيما تقوم القسام بمراقبة الوضع وتحضير الكمائن استنادًا إلى ما يتوفر من معلومات دقيقة، حيث يرى أنها جهزت عبوات ناسفة في أماكن متعددة، تُسيطر عليها بالكاميرات والتفجير عن بعد.
ويؤكد الدويري أن كتائب القسام أجرت تحديثًا كبيرًا على إدارة المعركة، حيث باتت تبدأ الكمين بعمليات التفجير، ثم تليه هجمات على منطقة الكمين، وضرب مثالا على ذلك بما حدث في منطقة كمال عدوان، وحي الزيتون، إضافة لحادثة ثالثة في تل الهوى لم تتوافر تفاصيلها بعد، ولكن يُقال إنها كانت ضربة موجعة.
ويشدد الدويري على أن القسام إذا أرادت فرض إرادتها وكسر إرادة الاحتلال، فإن عليها استهداف النقاط الحساسة التي يتمسك بها، مثل محور فيلادلفيا ومحور نتساريم، في ظل تمسك نتنياهو بهذه النقاط، مما يستوجب على المقاومة استهداف قوات الاحتلال فيها لمنعهم من تحقيق أهدافهم.
وفي سياق متصل، يوضح الدويري أن هناك توجيهات من القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، لتصعيد العمليات بهدف كسر إرادة المفاوض الفلسطيني، رغم أن المفاوض الفلسطيني غير موجود على طاولة المفاوضات.
ويرى الدويري أن رد الفعل المناسب -والذي تقوم به المقاومة حسب تقديره- هو أن يكون الإيقاع الميداني قويا لإرسال رسالة تقول إنك لن تستطيع كسر إرادتي، كما تبعث برسالة للمفاوض الفلسطيني وإن لم يحضر بأن ظهره محمي ومسنود.
وإجمالا، بلغ عدد الجنود الإسرائيليين القتلى المعلن منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، 696 ضابطا وجنديا بينهم 333 بالمعارك البرية في غزة منذ 27 من الشهر ذاته، وفق بيانات رسمية نشرها جيش الاحتلال، في حين وصل عدد الجنود الجرحى إلى 4357، بينهم 2232 في المعارك البرية، ومن بين هؤلاء، 645 عسكريا مصابون بجروح خطرة.
التعليقات
اضافة تعليق