image

image
اخبار عربية / الاثنين 19 أغسطس 2024

لبنان يدخل في عتمة شاملة

فيما تستعد حكومة تصريف الأعمال اللبنانية لاحتمال وقوع الحرب وتضع خطة للطوارئ، فإن مشهد الأزمات اكتمل بإغراق لبنان في العتمة الشاملة، ما دفع بالعديد من المواطنين اللبنانيين الرافضين للحرب إلى السؤال: كيف للحكومة أن تستعد للطوارئ وهي لم تفلح في تأمين الكهرباء؟.

 

وقد خيّمت العتمة “بعد استنفاد كل الإجراءات الاحترازية من قبل مؤسسة كهرباء لبنان من أجل إطالة فترة إنتاج الطاقة بأقصى حدودها الدنيا الممكنة في ظل الظروف الحالية، ما أدى إلى الخروج القسري لآخر مجموعة إنتاجية في معمل الزهراني جراء نفاد خزين المعمل من مادة الغاز أويل بالكامل، ما أدى بنتيجته إلى توقف التغذية بالتيار الكهربائي كليا على جميع الأراضي اللبنانية بما فيها المرافق الأساسية في لبنان (مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، سجون، إلخ)” بحسب بيان مؤسسة كهرباء لبنان.

 

غير أن مطار رفيق الحريري بقي يعمل بعدما لجأ إلى المولدات لتأمين الطاقة بالحد الأدنى، وأمل المدير العام للطيران المدني فادي الحسن ألا تطول الأزمة.

 

وعلى مواقع التواصل، رصد تعليقات ساخرة حول انقطاع التيار الكهربائي، ورأى بعضهم أنه لم يعد أمام إسرائيل أهداف لتضربها بغية إعادة لبنان إلى العصر الحجري، فيما استغرب بعضهم الآخر كيف أن أنفاق حزب الله تحت الأرض مضاءة وما فوقها مطفأ.

 

وكتب لوسيان عون: العدو أكل الضربة القاضية: لا بقا في فيول، ولا بقا في كهربا، ولا بقا في سدود، ولا بقا في مصارف، ولا بقا في طرقات، ولا في أصلا سكة حديد، ولا في مترو، ولا في دوائر رسمية فاتحة، ولا بقا في مصاري ولا اقتصاد ولا تجارة ولا سياحة.. في مزارع صيصان، وفي ديوك عبتقتل بعضا، وفي شعارات كلها حكي ومديح، ولبنان يا قطعة سما.. ويا جبل ما يهزك ريح.

 

وسأل أسعد الحكيم: إذا ما في حرب وفي انقطاع كامل للكهرباء بكل لبنان، فكيف إذا إندلعت؟.

 

ونشر أحد الناشطين صورة لثياب منشورة على شرائط الكهرباء، وأرفقها بتعليق: كهرباء لبنان تعلن أنه ابتداء من الغد، بإمكان اللبنانيين استعمال خطوط الكهرباء كمنشر للغسيل.

 

وتوقف وزير الطاقة وليد فياض عند التعليقات الساخرة بقوله: “بسيطة، بس إن شاء الله النكت ما تشجع العالم ويقوموا يتكهربوا. سلامة الجميع”. ولفت في تصريح إلى “أننا ننتظر وصول شحنات الغاز من مصر بحلول 23 آب/ أغسطس”، موضحاً أن مولدات كهربائية توفر الطاقة لمطار بيروت مؤقتاً لمدة يومين.

 

وأفيد أن وزير الطاقة كان سارع إلى وضع الحلول البديلة بالاتفاق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في انتظار شحنة الفيول العراقي التي تصل إلى لبنان في العاشر من أيلول/ سبتمبر المقبل. وقد اتفق ميقاتي وفياض على تأمين 5000 طن من الفيول إلى منشأة الزهراني، وعلى تأمين ساعات التغذية للمرافق الحيوية. لكن المحاولة باءت بالفشل لأنها بحاجة إلى اجتماع مجلس إدارة كهرباء لبنان، الأمر الذي يصعب حصوله بسبب سفر رئيس مجلس إدارة كهرباء لبنان كمال حايك.

 

وذكرت معلومات أنه كان ممكناً انعقاد المجلس بترؤس العضو الأكبر سناً سالم سليم، ولكن العضو المنتمي إلى التيار الوطني الحر كريم سابا رفض الحضور، ما أدى إلى فقدان النصاب. وفيما تحدث البعض عن أن تغيّب سابا أتى بطلب من الوزيرة السابقة ندى البستاني، فقد نفى سابا التعرض لأي ضغط، وأوضح أنه تغيّب لدواع مرضية واعتذر بالطرق القانونية وأنه سيشارك في اجتماع اليوم الأحد لإيجاد الحل.

 

وتسبب انقطاع الكهرباء بسجالات بين مناصرين ونواب تابعين للقوات اللبنانية، وآخرين تابعين للتيار الوطني الحر. وقال عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب رازي الحاج: “عدنا إلى قصة إبريق الزيت. صفر كهرباء. ‏تعددت الأسباب وتراكمت المليارات ولا كهرباء. 40 مليار دولار دعم للكهرباء منذ عام 2010. 40% الهدر التقني والفني بإنتاج وتوزيع الكهرباء. 40 سنة ونحن بانتظار الكهرباء 24/24. 40 مرة يلجأون إلى حلول ترقيعية تدفع من تعب وعرق وقهر الناس. 40 مستشاراً وما في حلّ”. وختم: “‏الحل بسيط، لا مركزية الكهرباء، ولنترك القطاع الخاص يقوم بالإنتاج والتوزيع والجباية، ‏تحت رقابة الهيئة الناظمة، ‏والله طفح الكيل.

 

وردّت النائبة ندى البستاني قائلة: معك حق يا رازي طفح الكيل من كل شخص بيستعمل ملف الكهرباء لغايات شعبوية! ولا رقم صح متل العادة.. اسأل مجرّب واسأل الحكيم.

 

وكانت قناة “الجديد” شنّت في مقدمة نشرتها الإخبارية هجوماً على فريق التيار الوطني الحر الذي يدير قطاع الكهرباء منذ سنوات. وقالت: بفعل احتكاك التيارين في المعامل الحرارية والسياسية، خرج لبنان عن الشبكة وانعزلت مرافقه الحيوية، وإذ يتغلب هذا البلد بالنيران على إسرئيل، فإنه ينهزم أمام النيران الداخلية التي تطلق أسلحتها في كل اتجاه من الرأس الرئاسي حتى أخمص القدمين، وعند كل طلقة نار.. فتش عن التيار، وهذا المكون السياسي الذي يصفّي بعضه من الداخل.

 

وعلّقت البستاني على مقدمة “الجديد” بالقول: يللي بيسمع مقدمة الجديد بيحس كأنو صاحب الجديد مش هوي اللي صار إلو سنتين موقف معامل الزوق والجية مع إنو 19 ألف طن فيول موجودين بهالمعامل وبعدو لليوم عم يرفض يشغّلهم. مش بس هيك وقابض 38 مليون دولار ما حدا عارف وين راحوا!! والله يللي استحى مات.

 

كذلك، حمّل مناصرون للتيار الوطني الحر، وزيرَ المال يوسف خليل ومن وراءه (في إشارة غير مباشرة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري) مسؤولية عدم صرف الأموال الموجودة في حساب مؤسسة كهرباء لبنان لشراء الفيول.

التعليقات

اضافة تعليق