مظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى للمطالبة بتبادل الأسرى
انطلقت مظاهرات صباحية في عدة مدن إسرائيلية للمطالبة بصفقة تبادل أسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإقالة حكومة بنيامين نتنياهو، بينما كشف استطلاع رأي أن 54% من الإسرائيليين يعتقدون أن الحرب مستمرة بسبب اعتبارات سياسية لنتنياهو.
وتعاف متظاهرين شارع أيالون الرئيسي وسط تل أبيب، للمطالبة بانتخابات مبكرة، رافعين لافتة كتب عليها "كفى لحكومة الدمار".
ونضم المحتجين مظاهرات أمام منازل 18 وزيرا وعضو كنيست من حزب الليكود (الحاكم) تطالب بإسقاط نتنياهو وحكومته وإبرام صفقة تبادل.
بدورها، قالت قناة "مكان" إن متظاهرين سدوا سكة القطار الخفيف في القدس، ورفعوا شعارات مطالبين بإبرام صفقة تبادل على الفور لإعادة المخطوفين من قطاع غزة.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قوات الأمن اعتقلت 7 متظاهرين في مناطق متفرقة من إسرائيل خلال مظاهرات أمام منازل وزراء بينهم وزير الدفاع يوآف غالانت، ووزيرة النقل ميري ريغيف، ووزير الخارجية يسرائيل كاتس.
وفي أول تعليق رسمي على تصاعد الاحتجاجات، قالت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك -وهي من حزب "الصهيونية الدينية"- إنه "ليس من الواضح أن تصمد الحكومة وتكمل ولايتها، ونسعى لإنجاز أكبر قدر ممكن من المهام".
ومساء أمس السبت، اندلعت مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب، وقامت الشرطة بتفريقهم بالقوة، وباستعمال المياه العادمة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الشرطة قمعت المتظاهرين في تل أبيب، بعد أن حاولوا إغلاق أحد الشوارع الرئيسية في منطقة أيالون كأحد مظاهر الاحتجاج.
واجب وطني
وفي اتفاق مع مطالب المتظاهرين، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إلى إبرام صفقة التبادل، قائلا إن "من تخلى عن المحتجزين قبل 9 أشهر يجب أن يعيدهم الآن".
وقال لبيد في تصريحات نقلتها إذاعة الجيش الإسرائيلي "نحن بحاجة إلى وقف الحرب وعقد صفقة وإعادة الأسرى، لأن إسرائيل كانت دائماً ضد الحروب الطويلة وجيشنا يعتمد على قوات الاحتياط التي لا تصلح لهذا النمط من الحروب".
في سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت إن إسقاط حكومة نتنياهو واجب وطني، وإن الحرب لن تنتهي بدون إجراء انتخابات.
ودعا أولمرت إلى إنهاء الحرب طالما أن حماس تمكنت من النجاة والاستمرار بعد مرور 9 أشهر، بحسب تعبيره.
وأضاف أولمرت أنه بمجرد سقوط نتنياهو، فإن إسرائيل يمكن أن تعود لما وصفها بالعقلانية والبناء.
وفي أحدث استطلاعات الرأي، كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن 54% من الإسرائيليين يعتقدون أن الحرب على غزة مستمرة بسبب اعتبارات سياسية لنتنياهو.
في حين رأى 67% من المستطلعة آراؤهم أن الإفراج عن الأسرى يجب أن يكون على رأس أولويات الحكومة.
في المقابل، يعتقد 26% فقط من الإسرائيليين أن تدمير حماس يجب أن يكون على رأس الأولويات، وفقا للاستطلاع.
استئناف المفاوضات
والجمعة، توجه رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنيع، إلى العاصمة الدوحة لعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حول اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة وفق إعلام عبري.
وبعد عودة برنيع في ذات اليوم، إلى تل أبيب، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّ الوفد المفاوض سيغادر خلال الأسبوع المقبل إلى قطر لمواصلة مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية بغزة.
وبحسب تقارير إسرائيلية رسمية، استؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى الإسرائيليين بأسرى فلسطينيين ووقف إطلاق النار في غزة.
بدورها، نقلت هيئة البث الرسمية عن مصادر سياسية لم تسمها قولها إنّ "رئيس الموساد أبلغ الوسطاء أنهم متفائلون بأن إسرائيل ستقبل اقتراح صفقة المحتجزين".
وعلى مدار أشهر تحاول جهود وساطة تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر التوصل لاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل يضمن تبادلا للأسرى من الجانبين ووقفا لإطلاق النار، يفضي إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني.
غير أن جهود الوساطة أعيقت على خلفية رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب حماس بوقف الحرب.
وسبق أن وافقت الفصائل الفلسطينية في السادس من مايو/أيار الماضي على مقترح اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى طرحته مصر وقطر، لكن إسرائيل رفضته بزعم أنه "لا يلبي شروطها" وبدأت باجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع؛ الأمر الذي كان يرفضه المجتمع الدولي.
التعليقات
اضافة تعليق