image

  • الرئيسية
  • هكذا أدخلت حرب غزة إسرائيل في حفرة اقتصادية عميقة
image
اخبار عالمية / الاثنين 2 يونيو 2025

هكذا أدخلت حرب غزة إسرائيل في حفرة اقتصادية عميقة

نفقات بلا توقف: الحرب تصل إلى اليوم الـ 600 ولها كلفة اقتصادية لا بأس بها.

 

 آخر حساب لمستوى النفقات أجراه بنك إسرائيل، ولأنه محرر من الضغوط فبوسعه أن يقدم أكثر الحسابات دقة ومصداقية.

 

لتقدير مدى الكلفة، طرحت لجنة المالية في الكنيست غير قليل من الأرقام عن كلفة متوقعة لأيام الاحتياط في حالات تشديد متفاوتة في القتال. وفي مداولات مغلقة عقدها نتنياهو، طرحت أرقام وحسابات مختلفة عن كلفة تجنيد واسع للاحتياط. إن جملة الحدث استناداً إلى معطيات مختلفة من وزارة المالية وبنك إسرائيل وغيره، تؤدي إلى أرقام هائلة على صندوق الدولة.

 

اعتراضات الصواريخ تكلف كثيراً

 

في أثناء السنة الأخيرة، قال بنك إسرائيل إن كلفة الحرب بلغت حتى نهاية 2025 نحو 250 مليار شيكل، تتضمن أيام الاحتياط، والذخائر، والوقود وما شابه.

 

الثمن غير المباشر للحرب – الذي يتضمن معالجة الجبهة الداخلية، وجنود الاحتياط المصابين، وأنواعاً مختلفة من المقاتلين – هو مهمة طويلة المدى، مع كلفة عظيمة على الاقتصاد المحلي. لكن الحديث في هذه اللحظة لا يدور إلا عن كلفة الحرب وكلفة الإبقاء على غزة مثلما هي اليوم بدون حرب شديدة القوة.

 

تجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام هي تقدير يستند إلى تحليل نفذته محافل رفيعة المستوى في الاقتصاد الإسرائيلي، لكنه لا يزال قياساً ربما يتغير. حتى هذه الأيام، ارتفعت الكلفة العامة للحرب إلى أكثر من 300 مليار شيكل. هذا يعني أننا، وفقاً لسيناريوهات مختلفة من حيث التقدير المالي، سندخل في سيناريو سيئ. معنى الأمر أن يوم الحرب الشديدة مثلما رأينا في الأسابيع الأخيرة الثلاثة، يكلف دافع الضرائب الإسرائيلي نحو 425 مليون شيكل.

 

 كي نفهم معنى الأمر، يجدر بنا أن نراجعه إلى ما بعد كلفة تجنيد واسع للاحتياط (الكلفة الاقتصادية التي طرحت في لجنة المالية في الكنيست تفيد بأن كلفة يوم احتياط متوسط لجندي احتياط تبلغ 1612 شيكلاً، وبالإجمال كلفة 50 ألف شيكل في الشهر. كلفة اعتراض صاروخ حوثي تتراوح بين 2 – 6 مليون شيكل، وفقاً لنوع السلاح الذي استخدموه، وهل اعترض الصاروخ في المرة الأولى ولم تكن حاجة لإطلاق مزيد من صواريخ الاعتراض تحقيقاً للدقة.

 

الثمن سيرتفع

 

والآن إلى السؤال الكبير: كم يكلف دافع الضرائب الإسرائيلي البقاء على يوم قتالي في غزة مثلما يحصل اليوم، أي بقوة قتال متدنية حتى متوسطة، وبالتعلق بحجم التوريد للمؤن الإنسانية التي تدخل إلى غزة؟

 

 الأرقام مذهلة. يوم في غزة يكلف دافع الضرائب 42 مليون شيكل. وإذا ما اتسعت السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة فسيرتفع الثمن؛ فالمنطقة التي تحتاج إلى معالجة إسرائيلية جارفة (جنود، اهتمام بالماء والغذاء الأساسي الذي ليس في إطار المساعدات الإنسانية الكبيرة) سيزداد.

 

كلفة الحرب الشديدة التي بدأت في الأسابيع الأخيرة، إذا ما انتهت بالفعل في غضون ثلاثة أشهر، معناها زيادة كلفة أكثر من 30 مليار شيكل تتضمن كلفة القتال وكلفة الاحتفاظ بغزة لثلاثة أشهر.

 

ينبغي التحفظ والقول إن اقتصاديين إسرائيليين كباراً يقولون إنه إذا ما دخلت إسرائيل والجيش الإسرائيلي إلى وقف نار يؤدي إلى تحرير مخطوفين في الأيام القريبة، فستنخفض كلفة الحرب جداً، ونبقى مع كلفة حيازة فاعلة للقطاع.

 

في السطر الأخير، الحرب التي تواصلت إلى 600 يوم تشكل حفرة اقتصادية هائلة لدولة إسرائيل، ستشعر بآثارها جيوبنا جميعاً في المستقبل. لكن دون خطة واضحة لليوم التالي، ستبقى إسرائيل بإنفاق يومي بمقدار 42 مليون شيكل، تنفق فقط على إبقاء السيطرة في القطاع.

التعليقات

اضافة تعليق